الصفحات

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

مهلا أحمد الصغير

أيام طفولتي ومراهقتي كانت مصادر الفرح والبهجة نادرة! وقد كنت أحد هذه النوادر المبهجة ياسيدي، كانت صورك تزين جدران غرفتي وكنت محورا أساسيا في أحاديث الرفاق .. أهدافك .. شوتاتك.. تمريراتك القاتلة .. شخصيتك في الملعب .. كان ركضك أمامنا أيام الدوري الممتاز والكأس ودورات الخليج يشكل فرحنا نحن الصبية ويمثل القدوة لنا في الملعب .
ذرفت الدمع عندما اقتحم والدي ذات نهار غرفتي ومزق إحدى صورك الجميلة ، لم أحب لاعبا مثلما أحببت أحمد الصغير كنت نجمي الوحيد ، بعد حفلة اعتزالك اتصلت بك وسألتك هل ستستقر هنا في جدة يا أحمد أجبتني ضاحكا .. وين أروح؟! التقيتك مرة في إحدى الدوائر الحكومية جالس في مكتب مدير تلك الدائرة . سألته طلبي وخرجت وعندما خرجت قلت لنفسي يااااااااااااااه أحمد الصغير! والله زمان يا أحمد ! تمنيت أنني تحدثت معك إلا أنني منيت نفسي بأنك ستصبح صديقي يوما ما .
مرّت الأيام سريعا ورحلت سريعا يا أحمد ،عندما لم تصبح الملاعب لائقة بك كلاعب فذ اعتزلتها وعندما لم تليق بك كمدرب حازم أيضا تركتها ، الدنيا كلها يا احمد لم تعد تليق بعظيم وانسان كريم مثلك لذا آثرت الرحيل .
"رحمك الله يا أحمد .. اللهم عافه و اعف عنه و أكرم نزله و أوسع مدخله واغسله بالماء و الثلج و البرد ونقّه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق